أقام مركز الكنانة برئاسة السفير يحيى نجم في القاهرة أمس الثلاثاء ندوة عن أوضاع اليمن باستضافة اثنين من الباحثين والكتاب اليمنيين وهما الأستاذ زين سقاف و محمد الكاف وقد بادر الجميع بتوضيح آرائهم عن الأوضاع في اليمن وكيفية البحث عن الحلول هناك .
في بداية الأمر تحدث السفير يحيى نجم وركز على الجانب الإنساني وأنه على الأمة العربية أن تنظر إلى اليمن بشكل إنساني في المقام الأول.
وأضاف أنه قد تم تغييب الوعي العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص بشكل وخصوصا في مسألة العدوان على اليمن مما أثر بشكل كبير على تعاطف الناس مع القضية .
وتحدث الباحث اليمني زين سقاف عن محاولاته الحثيثة لكسر الحصار على اليمن عن طريق الشعب المصري بشكل خاص بسبب الحملة التي يشنها الإعلام المصري والتي جعلت الكثير من المصريين لديهم نظرة خاطئة عن الأحداث هناك.
وأضاف أنه وبمشاركة السفير نجم ذهبا إلى مؤسسة الهلال الأحمر المصدي في محاولة لإقناعهم بتحضير بعض المواد الدوائية اللازمة كنوع من التعاطف المصري مع الشعب اليمني حيث يتم كتابة ” هدية من الشعب المصري للشعب اليمني ” على العبوات ولكن رئاسة الهلال الأحمر قالت أن هناك تعليمات عليا بعدم التعرض للقضية اليمنية .
وعلق قائلا أنه يعلم أن هذا ليس هو التوجه المصري ولكن الأيادي السعودية ظاهرة بشكل كبير في القضية.
وأضاف أن مطالب الوفد اليمني في المفاوضات لا تتعدى أمرين وهما وقف العدوان و كسر الحصار وهو الأمر الذي رفضه الجانب السعودي وكان لهم بعض الشروط المجحفة بأن ينسحب الجيش اليمني 40 كيلو متر داخل الأراضي اليمنية وهو الأمر الذي تم رفضه بشدة لعدم الثقة في الجانب السعودي.
وتحدث الباحث اليمني محمد الكاف عن المبادرة الخليجيه وعودة عبدربه منصور هادي للرئاسه وهو في الواقع منتهي الشرعية وهو يبيت في البوارج الأمريكية في البحر الاحمر وهو لا يمكن تأمينه في عدن اكثر من 6 ساعات ولا يستطيع عمل اجتماع للحكومة بسبب فقدانهم الشرعية داخل البلد ولأن الشرعيه تؤخد من الشعب والبلد وليس مكان آخر والحل الوحيد الذي كان هو الحوار اليمني اليمني قد انتهى بسبب أن العدوان ليس من اليمن على اليمن ولكن المطلوب هو حوار سعودي يمني أو أمريكي يمني لأنهم هم قادة العدوان و لابد من إيجاد الحل السياسي والدبلوماسي الذي هو من وجهة نظري محدود جدا ولكن اليمن أيضا يستطيع أن يقاوم في مواجهة العدوان حتى بعد تدمير المدارس والمستشفيات .
وأضاف أن العدوان على اليمن يكاد يشبه الحرب العراقية الإيرانية التي قاد فيها صدام حسين العدوان ودمر الكثير من المدن الإيرانية وقتل الآلاف .
وقال أيضا أن نجران هي في الأصل مدينة يمنية ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك والدخول إليها من أسهل ما يكون بسبب الترابط الشديد بين أهل نجران وما حولها من المدن اليمنية مثل صعدا.
70% من الجيش السعودي هم من أهالي هذه المناطق المحتلة في جيزان ونجران .
وأشار إلى أنه يأمل أن يتم تفعيل سفينة أو قافلة معونات من الشعب المصري إلى الشعب اليمني لمواساته في محنته .
و تحدث عن مصر قائلا أنه من الواجب أن يكون في هذه الأرض في مصر أم العروبة أصوات تنادي بنصرة الشعب اليمني ولو حتى من الناحية الإنسانية كما قال السفير يحيى نجم لا نقول سياسيا ولا حربيا ولكن إنسانيا من المقام الأول .
اليمن لا يتسطيع أحد أن يكسر إرادتها ولقد تكسرت فيها جميع أرجل المحتلين من الأتراك والبريطانيين.
وهناك العديد من الأديات والمذاهب يعيشون جنبا إلى جنب مثل الزرادشتي، الهندوسي، الشيعة الإمامية، الزيدية، الاسماعيلية والسنة في مدينة واحده وهي عدن ولا يوجد في أي بلد آخر وهؤلاء يجمعهم الانتماء لليمن .
واختتم السفير نجم بشكر للضيفين زين سقاف و محمد علي الكاف بعد القاء الضوء على الوضع اليمني و أشار إلى أن الشعب العربي ينقصه الوعي بشكل كبير بالنسبة للقضية اليمنية والإعلام لا يحمل على عاتقيه هذه المهمة وهناك أيضا ضعف في الدور الخارجي المصري منذ فتره طويلة جدا فكلما انسحبت مصر من مكان ما حصلت فيه العديد من المشاكل مثل السودان والعراق و ليبيا و سوريا بسبب الغفوة المصريه التي لم تستطع الاستيقاظ منها إلى الان ولكنها قادره على ذلك بمكانتها التاريخيه ودورها التاريخي والاقليمي.
وتم عرض فيلما وثائقيا من انتاج قناة ال بي بي سي عن الأحداث في اليمن والعدوان عليه .
وبعدها علق بعض الحضور على مسألة ذريعة محاربة إيران في اليمن قائلا إن السعودية كلما أرادت تدمير بعض الدول التي حولها استخدمت ذريعة المشروع الايراني لشن الحرب كما فعلت في اليمن و سوريا و لبنان و العراق أيضا.